المرجعيات النظرية لبيداغوجيا الكفايات

المرجعيات النظرية لبيداغوجيا الكفايات


المرجعيات النظرية لبيداغوجيا الكفايات


تعتبر المقاربة بالكفايات مقاربة ناجعة في كل قطاعات الإنتاج، وقد دخلت المقاربة بالكفايات الحقل التعليمي باعتبارها ورشات عمل، كالمقاولة وغيرها، مع العلم أن القطاع الذي تبلورت فيه المقاربة بالكفايات في العصر الحالي هو القطاع الصناعي بالضبط.

مع اعتماد المقاربة بالكفايات في قطاع التربية والتعليم يدشن مرحلة جديدة تتيح الفرصة لتجاوز العديد من السلبيات التي تتخلل الساحة التربوية والتعليمية.


1. النظرية الجشطالتية:


في بداية القرن العشرين وفي نفس الوقت الذي ظهرت فيه المدرسة السلوكية في الولايات المتحدة الأمريكية للاحتجاج على النظريات الترابطية،ظهرت في ألمانيا الجشطالت.


  1. روادها: كوهلر،فريتمر،كوفكا ،ليفين.
  2. قوانين نظرية جشطلت: قانون التشابه، قانون القرب، قانون الإغلاق،قانون الصورة والخلفية.
  3. علاقة مفاهيم الجشطلت بالتعلم: التعلم يعتمد على الإدراك ويقوم على اعادة التنظيم والجشطلت يدرس الإدراك.
  4. مفاهيم الجشطالتية: الجشطلت: هو الكل المترابط الأجزاء بانتظام. الاستبصار: اكتساب الفهم بمعرفة.
  5. الترابطات بين الأجزاء. البنية: تتكون من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا.
  6. التنظيم و اعادة التنظيم: ينبني التعلم على اعادة الهيكلة و التنظيم ليحل الاستبصار. الانتقال: تعميم التعلم على مواقف مشابهة.الدفاعية الأصلية ،الفهم والمعنى: الفهم (الاستبصار ) يعطي معنى.
  7. الاستبصار شرط للتعلم الحقيقي: الفهم و تحقيق الاستبصار يفرض إعادة البنينة –التعلم يقترن بالنتائج- الانتقال شرط التعلم الحقيقي –الحفظ والآلية تعلم سلبي- الاستبصار تفاعل ايجابي مع موضوع التعلم .
  8. حدود تطبيقات النظرية الجشطالتية: التعابير التي استعملت في هذه النظرية خاصة تحتاج فهما –أسهمت هذه النظرية بشكل مهم في فهم الإدراك، ولها تطبيقات في التعلم.


2. النظرية المعرفية:


صاغ اتكنسون نظريته في الدافعية، حيث ذهب إلى أن أي نشاط سلوكي يتأثر بثلاث تغيرات: الدفاع – احتمالية النجاح (التقويم الذاتي) - قيمة باعث النجاح.


حاولت هذه النظرية تجاوز بعض مواطن ضعف السلوكية والبنائية فهي تركز على العمليات المعرفية الداخلية " كحب الاستطلاع و الدافعية والتمثلات،وترى أن الانسان يملك إمكانيات وطاقات عقلية معرفية و انفعالية هائلة، و سلوك الشخص؛ هو نتاج لما لديه من معرفة، كما تدرس الاستراتجيات المعرفية و الميتامعرفية التي يستعملها المتعلم للتعلم، و تهتم بالذكاءات المتعددة، وبالتالي فالمتعلم فاعل إيجابي.


* التعلم: هو معالجة المعلومة واقامة العلاقة بين المعارف السابقة والجديدة، فتتراكم المعلومات. 


المعارف ثلاثة أصناف: المعارف التقريرية (المعارف في التاريخ مثلا...) المعارف الاجرائية (معرفة الفعل) المعارف الشرطية (ترتبط بمتى ولماذا...).


3. النظرية البنائية :


الجذورالتاريخية :


تحدث سقراط و أفلاطون و أرسطو عن "تكوين المعرفة " فمهمة المعلم هي مساعدة المتعلم على استذكار المعرفة . سان اغوستن ( منتصف 300ق.م) يقول إن الخبرات الحسية أساس البحث عن الحقيقة. جون لوك يقول: لايمكن لمعرفة الفرد أن تكون خلف خبرته، وكانط تحدث عن نمو المعرفة ، وأن الخبرات القديمة تولد معرفة جديدة. يستالوزي (1222-1246) أكد ضرورة اعتماد التطور الطبيعي للطفل و مشاعره وأحاسيسه في تعلمه وربط المناهج بخبراته.


تعريفها:


هي نظرية تعلم تعتبر أن المعرفة تبنى من طرف المتعلم.


جون بياجيه: نال شهادة الدكتوراه في العلوم الطبيعية وعمره  21 سنة، له عدة أبحاث في في حقل علم الحيوان ثم درس النمو العقلي عند الأطفال. التعلم عند بياجيه: هو عملية ذاتية تؤدي إلى فهم العلاقات بين عناصر المفهوم وبينه وبين المفاهيم التي سبق تعلمها.


الافتراضات و الأسس:


  • بناء المعرفة يتم إنطلاقا من الخبرة.
  • لكل متعلم تفسير شخصي .
  • التعلم التشاركي.
  • التعلم يتم من خلال مواقف حقيقية.


تقوم النظرية البنائية على الأسس التالية : 


  1. تبني التعلم و ليس التعليم 
  2. تشجيع وتقبل استقلالية ومبادرةالمتعلمين 
  3. تشجيع الإبداع 
  4. التعلم سيرورة 
  5. التأكيد على البحث و النقد و حب الاستطلاع.


النظرية البنائية في حقل التربية:


* مرحلة الطفولة هي مرحلة ضرورية لتحقيق التوازن مع المحيط، فالتغيرات في المحيط تنشئ الحاجة إلى التعلم، ويتم هذا التوازن من خلال الاستيعاب والتلاؤم .

ــ الاستيعاب : إدماج المعطيات و المعارف لتفهم و تأول و تفسر.

ــ التلاؤم: هو تعديل و تغير في استجابات الذات بعد استيعابها لمعطيات جديدة.

ــ دور الأستاذ: خلق وضعيات غير مفرطة التعقيد و لا سهلة تتضمن مشكلات قابلة للتوسع.

شاهد أيضا


مراحل النمو الذهني عند بياجيه:


أ ــ مرحلة النمو الحس الحركي (2،0) : 

  • يدرك الطفل ما يحيط به من أشياء عن طريق الأفعال المنعكسة.
  • يتعلم دوام الشيء و لو غاب عن مجاله البصري .
  • التفكير الرمزي و نمو القدرة على حل المشكلات .


ب ــ المرحلة ما قبل العمليات (2-7): 

  • الاستخدام الكبير للغة والرمزية .
  • التصنيف-التمركز حول الذات.


ج ــ المرحلة الحسية )7-12): 

  • نمو مهارات معرفية (الجمع،الطرح ذهينا).
  • زيادة القدرة على التصنيف
  • الاحتفاظ.
  • نمو مفهوم القابلية للانعكاس، نمو القدرة على الترتيب المتسلسل للأشياء، فهم مصطلحات النسبية الدالة كأطول.


د ــ المرحلة المنطقية (11-12): 

  • تزايد القدرة على التجريد.
  • مرونة التفكير والاستدلال.


4. النظرية السوسيوبنائية :


السوسيوبنائة ترى ان المعارف يتم بناؤها في و ضعيات وسياقات فيجب إن تكون ذات دلالة ليس فقط بالنسبة للمتعلم بل تكون مناسبة للممارسات الاجتماعية، فيجب تجاوز حدود المدرسة، والمتعلم يجب ألا يكف عن الاشتغال انطلاقا من معارفه الخاصة، يلائمها ويغيرها ويعيد بناءها.


خصائص السوسيوبنائية هي : 


  1. المعارف مبنية لا منقولة.
  2. نسبية المعارف.
  3. ضرورة الممارسة التأملية للمعارف وعدم تقبلها كما هي.
  4. تموقع المعارف في سياقات: فالمتعلم يطوركفاياته بمقارنة انجازاته بانجازات غيره في تفاعل مع الجماعة،أي أنه في ظل التفاعل الاجتماعي يتمكن المتعلمون من حل مشكلة، وفيما بعد يواجهونها بشكل فردي،والتعلمات الجديدة تكون قابلة للتجنيد في وضعيات جديدة، والصراعات السوسيومعرفية تمثل محركات للتعلم.


نموذج فيكوتسكي:


نموذج بياجيه قائم على البناء الفردي والداخلي للمعارف في تفاعل مع الأشياء، بالنسبة لفيكوتسكي هذا البناء لا يتم إلا بتواصل مع الراشد أو مع الاقران، و يحدث التعلم عبر مرحلتين :


المرحلة الأولى : زمن تدخل الراشد لإطلاق شرارة التعلم.

المرحلة الثانية: هي لحظة النمو حيث السيرورات الداخلية واستبطان المقولات الاجتماعية والثقافية لاستيعابها داخليا.


اشترط بياجيه النمو للتعلم أما بالنسبة لفيكوتسكي فلا يكفي النمو لابد من التفاعل مع الراشد.


نقاط قوة المدرستين البنائيتين:

بناء التعلم، فاعلية المتعلم ، ملائمة التعلم للنضج، التدرج ، التنوع في التقويم، المعارف الوظيفية.


نقاط ضعفهما:

  • تجزئة مراحل النمو و اعتبار هذا التقسيم عالميا
  • لا يوجد متعلمان لديهما معرفة واحدة 
  • صعوبة التعرف على المعارف السابقة.


بناء على ما سبق نستشف أن المقاربة بالكفايات تقتضي تجاوز البيداغوجيات التقليدية، المتمحورة حول المعرفة والأستاذ، إلى بيداغوجيات تحول دور المدرس من ملقن إلى منشط وموجه وقائد… إلخ؛ بما يقتضيه ذلك من انفتاح على طرق وتقنيات التنشيط ودينامية الجماعات وتوظيفاتها السوسيوميترية والبيداغوجيات المتمركزة حول المتعلم.


إلى هنا نكون قد انتهينا من جرد المرجعيات النظرية لبداغوجيا الكفايات في التعليم، وعموما إن إنقان هذه النظريات يسهل على الأستاذ إنجاز الدرس وفق معطيات وفروقات المتعلمين عنده داخل الفصل الدراسي، مما يساهم في رفع جودة المواد المدرسة في الفصول والأسلاك التعليمية.


لا تنس الانضمام إلى متابعي موقعنا للتوصل بجديدنا أول بأول وذلك بالضغط على زر تابعنا


تابعنا عن قرب اشترك في قناتنا على التلغرام

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -