- بيداغوجيا الدعم | استراتيجيات المعالجة الأولية أو الأساسية للتعثر الدراسي
- 1. التواصل البيداغوجي الديمقراطي :
- 2. احترام خصوصيات الطفولة والمراهقة :
- 3. استراتيجية التغذية الراجعة :
- 4. مراعاة الحالة الوجدانية للمتعلم :
- 5. الانطلاق من تمثلات المتعلم عند دراسة موضوع جديد :
- 6. استراتيجيا التفكير الإيجابي :
- تابعنا عن قرب اشترك في قناتنا على التلغرام
بيداغوجيا الدعم | استراتيجيات المعالجة الأولية أو الأساسية للتعثر الدراسي
تبقى معرفة خصوصيات المتعلم ومراحل النمو التي يمر بها، واحترام شخصية المراهق بل على حد سواء، من أولى الإجراءات التربوية العملية التي يجب أن يطبقها المدرس إذا أراد أن ينجح في استراتيجيات المعالجة التعليمية، لأنه يصعب الحديث عن بيداغوجيا الدعم، والمدرس يحاول أن يفرض على المتعلم طريقة ما من طرق التعلم، وتواصلا عموديا پروضه ولا يترك له هامشا من الحرية.
1. التواصل البيداغوجي الديمقراطي :
يعتبر التواصل البيداغوجي الحر، بكل ما يحمله هذا المفهوم من معنی ؛ حيث يشمل ؛ الإنصات، وقبول الاختلاف في الرأي، ومساعدة الآخر، وإقناعه، وإعطائه حرية التعبير... بعد اعتبار أنها أول دعامة لتجويد العملية التعليمية التعلمية بصفة عامة، ووضعية المجابهة التكوينية بصفة خاصة ؛ فالتواصل البيداغوجي الصفي عنصر أساسي، ومكون لا غنى عنه في العملية التعليمية التعلمية ؛ إذ كيف يمكن للمدرس أن يحدد مكامن الضعف والقوة لدى التلميذ إذا لم يتواصل معه، وكيف له أن يساعد المتعلم ويقدم له استراتيجيا معالجة أو تغذية راجعة، إذا لم يرافقه في سيرورة تعلمه وينصت إليه ويحترم رأيه.
2. احترام خصوصيات الطفولة والمراهقة :
يلج المتعلم المدرسة بالتعليم الابتدائي، وهو طفل ذو الست سنوات ؛ وللطفولة خصائصها ؛ حيث يحب الطفل أن يلعب ؛ فهو يريد أن يتعلم وهو يلعب، وأن لا يتقيد بشروط وضوابط الانضباط التي تعرقل نمو وتكوين شخصيته. ومن أجل ذلك، يستحسن أن يتعامل المدرس مع المتعلم الطفل بمرونة وأن لا يفرض عليه نظاما قاسيا ينفره من الدراسة والمشاركة في تنشيط الحصة الدراسية، خاصة في السنوات الأولى من التمدرس ؛ لأن الطفل يرغب في أن يتعلم ويعرف عدة أشياء، حيث تجده كثير السؤال وملحا على الحصول على جواب رغبة منه في الاندماج بواسطة الذي لازال يكتشف خباياه.
ولكي يساعد المدرس المراهق على معرفة ذاته والتحكم فيها وإثبات وجوده کشخص مستقل ومتحرر من التبعية ؛ عليه أن يتحرر هو أولا من سلطته المعرفية، ويتنازل عن مرکزیته في العملية التعليمية ويعطي الأولوية للفعل التعليمي التعلمي الذي يوجه فيه المتعلم نحو الاستمرارية في البحث عن الحقيقة النسبية التي لا ترسو على حال، نظرا للتطور التكنولوجي والعلمي الذي يجعلها تتغير في كل وقت وحين.
وعندما يدرك المراهق معنی تعلماته، ويعرف أن مجهوده الدؤوب لتجاوز العقبات ومواجهه التحديات لن يواجه بالسخرية والحط من كرامته ؛ فإنه حتما سيصقل مواهبه، ويحدد ملامح شخصيته التي تميزه عن باقي أقرانه وتخول له صلاحية التفوق والقيادة والتأثير في الوسط الذي يعيش فيه.
3. استراتيجية التغذية الراجعة :
انطلاقا من تفاعلات المتعلمين مع موضوع التعلم، وإجاباتهم التي نعتبرها تغذية راجعة وإعادة لفهم رسالة الموضوع وفك شفرتها، يتبين للمدرس أو المدرسة مدى استيعاب المتعلم للمهمة أو المهام المطلوب منه إنجازها، وهل وظف فعلا الموارد والمعارف اللازمة والمناسبة لوضعية تعليم المقترحة، والتي يتوخى منها المدرس أن يكسبه کفايات معينة.
استراتيجية التغذية الراجعة، ضمن التقييم أو الضبط التكوینی، الذي نصبو من خلاله إلى تتبع المسار الدراسي للمتعلم وتوجيهه، ومساعدته على تجاوز تعثره .
4. مراعاة الحالة الوجدانية للمتعلم :
ينبغي أن ينتبه المدرس إلى الحالة الوجدانية التي يكون عليها المتعلم المتعثر، مثل : الخوف، القلق، الإحساس بالدونية...؛ وأن يحفزه على بلوغ أهداف التعلم ويوضح له مؤشرات النجاح، ويقدم له تعليمات تيسر له الفهم والتحليل اللذين من شأنهما أن يدفعا به إلى تقديم حلول ناجعة للوضعيات المشكلات المتعددة، التي تستدعي كل واحدة منها عمليات ذهنية وموارد واستراتيجيا تعلمية مختلفة ؛ إذ أن معظم المثيرات الانفعالية التي يتعرض لها المراهق، ترتبط بعدم تقديره أو الخدش في كينونته ومعارضة استقلاليته ؛ فاحتقار المراهق أو توبيخه أو توجيه اللوم له وانتقاده أمام زملائه أو أصدقائه ؛ كلها تعتبر مثيرات تفقد المراهق صوابه. وبالتالي، فإننا هاهنا، تركز على مد المتعلم بالثقة في نفسه، لأنها تحفزه على التحكم في مخاوفه، وتبدد عنده الخوف من المجهول واللامتوقع الذي قد يطرأ أثناء عملية التعلم.
5. الانطلاق من تمثلات المتعلم عند دراسة موضوع جديد :
يمتلك المتعلم تمثلات ومعارف أولية، حول كل موضوع تعلمي جديد يقدم له ؛ قد تكون هذه الموارد (التمثلات والمعارف الأولية) صحيحة أو خاطئة، لكنها تلعب دورا مهما في بناء الدرس واستراتيجيا التعلم التي يتبناها المتعلم. يمكن للمدرس أن يوظف الزوبعة الذهنية، كي يعرف التمثلات والمكتسبات القبلية التي يحملها كل متعلم، فيستطيع أن يفيئ التلاميذ ويضبط نقط قوتهم ومكامن ضعفهم، کی يحدد الأهداف والوضعيات التعليمية التي تناسب عملياتهم الذهنية، ومستوى النمو الذهني الذي ييسر لهم تطوير أدائهم والتحكم في سيرورة تكوينهم.
6. استراتيجيا التفكير الإيجابي :
يتجلى التفكير الإيجابي في قدرة المتعلم على ضبط ذاته ومخاوفه، من أجل تحفيز ذاته وتحقيق مبتغاه ؛ وحفز الذات أو الدافعية الذاتية والتحكم في الانفعالات والقدرة على تأجيل الإشباع، هي جوانب هامة في الذكاء الوجداني ؛ وتشير إلى القدرة على تنظيم الانفعالات وتوجيهها إلى تحقيق الإنجاز والتفوق، واستعمال المشاعر والانفعالات في صنع أفضل القرارات، وفهم كيف يتفاعل الآخرون مع الانفعالات المختلفة.
إن الثقة في النفس، والتفكير الإيجابي الذي يجب أن يتمتع به المتعلم عنصران أساسيان، يستطيع بواسطتهما تجاوز تعثره وتجويد تحصيله الدراسي ؛ لأن المعارف وحدها غير كافية، إذا لم تكن مصحوبة بعزيمة وإرادة قوية، ييسر توظيفها بشكل منطقي دون خلط أو تناقض.