طريقة التسميع (الحفظ والاستظهار) | من طرق التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم.

طريقة التسميع (الحفظ والاستظهار) | من طرق التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم.


طريقة التسميع (الحفظ والاستظهار) | من طرق التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم.


1- مفهومها:


إحدى الطرق القديمة التي كان الاهتمام فيها ينصب على اتقان حفظ المتعلم لموضوع محدد، من مثل حفظ بعض القصائد الشعرية، أو السور القرآنية الكريمة وربما حفظ بعض القوانين والقواعد في العلوم واللغات . وكان المعلم يلجا إلى أسلوب الحفظ، لأنه في نظره طريقة من طرائق تحصيل دراسة المواد، ولأنه يعود التلميذ أن يواجه الآخرين، ويستثمر ما تعلم في مثل هذه المواقف. غير أن هذا الأسلوب غدا في أيامنا من الأساليب التي عفا عليها الزمن، خاصة في ظل المفاهيم الجديدة للتعلم والتعليم التي تقوم في الأساس على اختيار المواد التعليمية التي تتلاءم وميول وحاجات المتعلمين وتراعي مستوى مداركهم ، وتقدرهم على التفاعل مع هذه المواد عن طريق الفهم الواعي، و من ثم توظيف ما سيتعلمون في مواقف الحياة المتغيرة والمتطورة . كان الهدف من التسميع هو قياس قدرات التلاميذ على تعلم المادة ، وكان الحكم يتم على ذلك بوساطة أسلوب التسميع. وربما كانت ظروف المعلم والطالب هي التي أوجدت هذه الطريقة. وقد يكون ارتباطها بما كان يسمى في زمن غير بعيد - بالكتاب - ارتباطا وثيقة. فقد يقتصر التعليم في هذه الأماكن على وجود رجل متقدم في السن، يعلم الأولاد الصغار القرآن الكريم واللغة ومبادئ الحساب. هو السبب في اتباع اسلوب التسميع. فالأولاد غير کثيرين، والصفوف غير مكتظة، أما الكتب فقد كانت تقتصر على أجزاء من المصحف الشريف، وكتاب للقراءة، ودفتر لتعليم الحساب. وعدم وجود الكتب، ساهم في ظهور هذه الطريقة، فماذا يفعل معلم الكتاب والحالة هذه، لا بد له أن يلجأ إلى أسلوب عرض بضاعته التعليمية عن طريق الترديد الشكلي، هو يقرأ والطلاب يعيدون من ورائه، فكيف يستطيع أن يختبر ما علمهم، بطريقة أخرى غير التسميع؟


شاهد أيضا

وقد ارتبطت هذه الطريقة، بإجراءات هي أقرب ما تكون إلى الإجراءات القمعية، عن طريق الضرب واللكم وربما غيرهما! نكان التلميذ يخشى المرور بالموقف كله، وكان یزید من ارتباكه أنه لا يمكن أن يفلت من العقاب إن هو نسي كلمة أو أضاف مفردة أو غير ذلك.


لقد كان التسميع هدفا من أهداف التعليم في الكتاب أو في المدرسة التي كان بعض معلميها يتبعون مثل هذا الأسلوب، ولم يكن المعلم يراعي أن الذاكرة ليست آلة تسجيل تستطيع أن تحيط بالتقاط أي مفردة وتكررها بالطريقة التي قالها المعلم: وأن الغرض من التعلم هو الفهم والذي قد يقود إلى الحفظ، إن لاقت المادة هوى في نفس التلميذ، وأثارت حسه واستشعر مواطن الجمال الفني فيها، فيترك للتلميذ أن يختار مما فهمه أن يحفظ جزءا من سورة القرآن، أو السور القصيرة كلها، أو يحفظ بعض أبيات أو أجزاء يختارها التلميذ نفسه من قصيدة تأثر بها دون أن يشعر أنه مرغم على الحفظ، ودون أن يترتب على ذلك أي لون من العقاب البدني، الذي قد يفقد المتعلم ثقته بقدرته على تعلم أي مادة، ولو بدت سهلة. وقد يقوده ذلك إلى الرغبة الملحة في الخروج من المدرسة . ويرتضي بممارسة أي مهنة مهما كان مستواها على مواصلة الدراسة، وهو قادر على النجاح فيها.


2 - كيفية الإفادة من الجوانب الإيجابية فيها:


إن طريقة التسميع ليست شرة كلها، ولكن إذا روعي فيها أن تكون أسلوبة تعليمية جيدة، يستطيع المعلم أن يستفيد منه في تدريب تلاميذه على الفهم، وعلى التحليل والتركيب والنقد، شريطة أن يعد خطته إعدادا جيدا ويراعي فيها أن يرتبط الحفظ بالقدرة على الفهم والاستيعاب أولا، ولا يكون الغرض منه الحفظ من أجل الاستظهار والتردید الشكلي.


ونورد بعض المواقف التي يمكن أن يتحقق فيها بعض ما ذهبنا إليه في دور - التسميع - الحفظ المرتبط بالفهم في الكشف عن القدرات العقلية واللغوية عند المتعلمين.


تابعنا عن قرب اشترك في قناتنا على التلغرام

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -