رسالة تقشعر لها الأبدان من الأستاذ كيمية العياشي إلى السادة مفتشي التعليم وباحثي التربية حول ما آل إليه الوضع بالمدرسة العمومية
من : الأستاذ كيمية العياشي
إلى :السادة مفتشي التعليم وباحثي التربية
أين أنتم معشر السادة مفتشي التعليم والباحثين التربويين مما آل إليه الوضع بالمدرسة العمومية؟
السادة المفتشون والباحثون التربويون
في خضم النقاش الدائر حول الوضع التعليمي الذي وصل إلى حالة الأزمة واللاإستقرار،وما ترتب عنه من هدر للزمن المدرسي للتلميذ،وإقدام الوزارة على اتخاذ قرارات نرى أنها لا تمت للتربية والتعليم بصلة،ارتأيت أن أتوجه،كأستاذ ومرب،برسالتي هذه إليكم،إيمانا مني بدوركم "الطلائعي والريادي في تطوير المنظومة التعليمية والتربوية ببلادنا،وفي جودة التعليم ومواكبة المستجدات البيداغوحية".
السادة المفتشون والباحثون التربويون
لقد تناهى إلى علمكم قرار الوزارة تشغيل أشخاص غرباء على الحقل التربوي من أجل تقديم حصص للدعم التربوي بالمؤسسات التعليمية،دون أن يتلقوا تكوينا،أو سبق لهم أن مارسوا التدريس بطريقة من الطرق، كما سيتم اللجوء إلى تقليص البنية التربوية ببعض المؤسسات، واعتماد الأقسام المشتركة....، وكلها في اعتقادي إجراءات ظالمة في حق التلميذ، وتزيد من تعميق أزمة التعليم ببلادنا، ولا تتحقق منها الأهداف المرجوة.
السادة المفتشون والباحثون التربويون
إذا كان التعليم كما علمتمونا "قاطرة التنمية المستدامة،وقاطرة التغيير الذي تقودنا نحو بناء المجتمع الذي نريد والإنسان الذي نريد والقيم التي نريد لمجتمعنا جميعا"،وإذا كانت الدولة قد عقدت العزم على إصلاح المنظومة التعليمة برفعها شعار " من أجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء"، وبلورة عدة رافعات استراتيجية للارتقاء بالفعل التربوي،تحقيقا لمدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص، والارتقاء الفردي والمجتمعي،فإن تلك القرارات، ومن منطلق علمي وتربوي، تضرب في كل تلك التوجهات والإصلاحات النبيلة والعميقة،وتسقطنا في نفس الأخطاء التي سبق أن نبه بها الملك في خطاب 20 غشت 2013، والتي كانت من ورائها قرارات موسومة بالعشوائية والارتجالية، في قطاع يجب الاحتكام فيه إلى البحث العلمي والتربوي.
السادة المفتشون والباحثون التربويون
نحن في حاجة إلى من يقول لا للعبث التربوي،ويدافع عن حرمة المؤسسة التعليمية،ويحافظ على نبل مهنة التعليم، وأعتقد أنكم أنتم أهل هذه المهمة والقادرون على دحض فهومات وزير التربية ومن لف لفه من سدنة السياسة بحكومتنا الموقرة، التي اختلط عليها الأمر، وأصبحت تخبط خبط عشواء غير آبهة بمصير التلميذ ومستقبل الوطن.
السادة المفتشون والباحثون التربويون
إن عملية الدعم التربوي، كما تعلمناها وقرأنا عنها في كتبكم،وما عملنا على تطبيقه داخل فصولنا الدراسية بناء على توجيهاتكم،عملية معقدة،ولا تتم إلا بتشخيص وتقييم هادفين واعيين،ولا يمكن تحقيق الأهداف المتوخاة منها إلا بإشراف أستاذ التلميذ نفسه،فكيف تقبلون بتكليف أشخاص غرباء على الحقل التربوي بهذا الأمر ؟!
السادة المفتشون والباحثون التربويون
إذا كان التعليم شأنا مجتمعيا، فإن مسؤوليتكم داخله أعظم وأكثر تأثيرا، ورأيكم يقطع كل الآراء، ومن أجل ذلك ننتظر منكم الآتي:
أولا: بيان رأيكم الواضح والصريح في الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في شأن الدعم التربوي للتلاميذ والتلميذات بصفتكم أهل الاختصاص والساهرين على مصلحة التلميذ ، ودوركم الفاعل في العملية التعليمية التعلمية.
ثانيا: انتصاركم لقضايا الأستاذ،بتثمين دوره وفضح الإجراءات والقرارات الرامية إلى تسليع التعليم والتقليل من قدر الأستاذ،وما التوظيف بالعقدة إلا واحدة من تلك القرارات الحاطة من كرامته.
وتقبلوا فائق تقديري واحترامي
الأستاذ كيمية العياشي.