مفاهيم تربوية: الأنشطة المندمجة/ الأنشطة غير الصفية/ الأنشطة الموازية...
يميز عادة حين الحديث عن الأنشطة التربوية التعليمية بين نوعين من الانشطة ، النوع الاول هو كل نشاط يكون داخل الصف الدراسي ناتج عن تفاعل بين عناصر المثلث الديداكتيكي : المدرس ، المادة الدراسية، المتعلم، والنوع الثاني، كل نشاط يتم خارج الفصل الدراسي، وداخل المؤسسة او خارجها .
أنواع الأنشطة التعليمية:
وهو ما تم التنصيص عليه في دليل الحياة المدرسية حيث ورد فيه أن الأنشطة التعليمية :" جميع الأنشطة، التي يقوم بها المتعلم داخل أو خارج المؤسسة التعليمية وتنقسم إلى:
1. أنشطة فصلية: وهي هي أنشطة موزعة حسب المواد الدراسية، وتنجز من طرف مدرس القسم أو المادة، في وضعيات تعليمية تعلمية معتادة، داخل الحجرة الدراسية أو خارجها.
2. أنشطة مندمجة: هي أنشطة تتكامل مع الأنشطة الفصلية بفضل مقاربة التدريس بالكفايات، وقد يشارك في تأطيرها متدخلون مختلفون. كما أنها تسعى إلى تحقيق أهداف المنهاج، وتعطي هامشا أكبر للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر بالواقع المحلي والجهوي، بالإضافة إلى كونها تتيح إمكانية مناولة المواضيع والأحداث الراهنة، وتفتح المجال للتعلم الذاتي والملائم لخصوصيات المتعلمين".
فالأنشطة الفصلية او الصفية أو التعليمية التعلمية ، يقوم بها المعلم، او الطلاب بإشراف المعلم وتوجيهيه، وهدفها المركزي استيعاب الطلاب للمعلومات (او الأفكار) المخطط لها سلفا، التي يريد المعلم إكسابهم خلال درس بعينه.
ولكن هذه الانشطة التعليمية التعلمية تحتاج، في حالات كثير، إلى ان تدعم بأنشطة إضافية يكون هدفها ترسيخ التعلم الذي تم داخل الصف، وإغناءه بمهارات إضافية ضرورية في الحياة العملية.
ولتحقيق هذا الهدف يلجأ إلى الانشطة غير الصفية التي ينفذها المتعلمون عموما خارج الصف، وربما خارج المدرسة.
إنها إذن انشطة رديفة هدفها تطوير معارف المتعلم ومهاراته، التي اكتسب الحد الأدنى منها في الصف، ويراد له من خلال هذه الانشطة غير الصفية او الخارجية، أن يعمقها ويرسخها ويطورها بإضافات نظرية (قراءات إضافية أو مطالعات) أو عملية (كتابة موضوعات او تقارير ذات صلة بالدروس المتناولة في الصف) ، اومشاهدات حقلية(زيارة الحدائق أو البساتين أو المزروعات) ، أو زيارات ميدانية (للمتاحف أو المكتبات، أو المعارض ، او المسارح، أو المختبرات، أو الآثار والقلاع والحصون) او رحلات ، ... الخ.
ومن هذه الانشطة غير الصفية ذات الصلة بالمنهج الدراسي : مجلة الحائط والإذاعة المدرسية، والانشطة الرياضية والموسيقية والمسرحية والثقافية على اختلافها. وهذه كلها تنجز بإشراف المدرسة وتوجيهها ، داخل جدرانها، أو خارجها .
إنها في مجملها أنشطة تنمي وتطور الأفق الاجتماعي والثقافي للتلميذ،وتعمق وعيه وخبرته الشخصية بها، وتسهم بفعالية في تهيئته لحياة اجتماعية وعملية مستقبلية ناجحة.
وفي مادة التربية الإسلامية في ظل المنهاج القديم كانت العناية بمثل هذه الأنشطة، والتي تقترح الكتب التعليمية والتوجيهات التربوية أشكالا متعددة لتنفيذها تحت عنوان: "درس الأنشطة"، فهو يعتبرها حصة تعليمية تعلمية مستقلة وفق المفاهيم الأساسية لمكونات التربية الإسلامية بسلك التعليم الثانوي التأهيلي إلى جانب الدرس النظري والتطبيقات ، حيث يهدف إلى الإدماج الكلي للتعلمات المكتسبة في الدرس النظري والتطبيقات من خلال أنشطة تفاعليه يمكن أن تتخذ أشكالا متعددة ، كما يمكن أن تتم في وضعيات تعليمية تعلمية مختلفة، فهي على العموم حصة لتعميق الكفاية المسطرة للدرس وإبرازها من خلال إنجاز النشاط، وفرصة لتطبيق مختلف القدرات والمهارات والمعارف ذات الصلة بالموضوع المطروق، ضمن الوحدات المقررة، ومحاولة تحويلها في وضعيات جديدة، كما يكون مجالا لإبراز حل أو حلول للوضعية المشكلة المطروحة في الدرس النظري، على شكل عمل ومنتوج قابل للملاحظة والقياس والتقويم.
وفي المنهاج الحالي : والذي بني على مقاربة المداخل تم الاستغناء بالرؤية أعلاه ولم يتم الفصل بين الدروس النظرية والتطبيقات او الأنشطة، وهو ما يحيل إلى إعطاء الحرية للأستاذ من خلال اقتراح أنشطة إبداعية إثرائية تكون موضوعا لأنشطة مندمجة، والتي خصص لها في التقويم التربوي المستمر نسبة لا بأس بها ، وهكذا تم التنصيص عليها في مذكرات التقويم التربوي والتي عرفتها باعتبارها أسلوبا من أساليب المراقبة المستمرة بأنها: (مختلف الأنشطة التقويمية التي تتخلل الحصة الدراسية، كمراقبة إعداد الدروس وتشخيص المكتسبات، واستظهار النصوص الشرعية، وتقدير مشاركة المتعلم في الدرس، وعنايته بدفاتره، وإنجازه لمختلف الواجبات والتطبيقات التكوينية والتمارين الفورية التي تستثمر نتائجها في سياق عملية التدريس، وغير ذلك مما يراه الأستاذ مفيدا في التتبع المستمر لعملية التعليم والتعلم ، ومساعدا في بناء خطة الدعم والمعالجة الملائمة).
كما يمكن تتبع سلوكيات المتعلمين في تواصلهم مع محيطهم المدرسي، لرصد مدى تمثلهم للقيم الإسلامية في مجال الأخلاق، والتواصل، واحترم الآخر، وممارسة الحقوق والقيام بالواجبات .