مفهوم طرق التدريس
طرق التدريس: كلمتان ركبتا ترکيبا إضافيا وصارتا بمنزلة اسم واحد، هو لقب يدل على معين معين، ولتحديد هذا المعنى يقتضي فك الكلمتين وإبراز معنى كل منهما، ثم النظر إلى معنی الكلمتين بعد تركيبهما ترکیبا إضافيا، وصيرورتهما بذلك لقبا.
أولا: مفهوم الطرق:
الطرق لغة : جمع طريقة وتجمع على طرائق أيضا، والطريقة السيرة أو الحال يقال : مازال فلان على طريقة واحدة ، أي حالة واحدة، ومنها قوله تعالى : (وأن لو إشتقموا على الطريقة الأنميتهم ماء غدقا) سورة الجن الآية 16.
الطرق اصطلاحا : هي نمط أو أسلوب في معاملة الناس والأشياء والحوادث موجها - توجيها مقصودا وواعيا نحو تحقيق هدف ما. (محب الدين أحمد أبو صالح، أساسيات في طرق التدريس العامة، الطبعة الأولى: 1409ه - 1988م ص: 31)
ثانيا مفهوم التدريس :
التدريس لغة : من درس الكتاب يدرسه ودراسة، أي ذلله بكثرة القراءة حتى خف عليه حفظه *.
التدريس الاصطلاحا : نظام من المهارات المقصودة الواعية لتحقيق هدف تعليمية
ثالثا مفهوم طرق التدريس:
" نظام الخطوات التدريسية - المهارات الذي يمكن تكراره في المواقف التعليمية المتشائمة ، والموجه بقصد ووعي لتحقيق هدف أو أهداف تعليمية " فطرق التدريس إذا هي : مختلف الأنشطة التي يجب أن يزاولها المدرس بفضل مواد دراسية معينة، قصد جعل التلاميذ يحققون أهدافا تربوية محددة ".
فنلاحظ أن الطريقة هي عمل قصدي تهدف إلى تحقيق الأهداف التربوية المحددة سلفا، فهي لیست عملا اعتباطيا.
ولرفع كل لبس في استعمال المفاهيم المرتبطة بالطريقة التعليمية، نوضح المفاهيم التالية:
أولا: الأسلوب التعليمي:
جاء في لسان العرب: " كل طريق ممتد فهو أسلوب ... والأسلوب الطريق والوجه، والمذهب .." (لسان العرب مادة درس ص: 21 وص: 36)
فالأسلوب هو الكيفية التي يتناول فيها المدرس طريقة التدريس أثناء قيامه بعملية التدريس، أو هو الأسلوب الذي يتبعه المدرس في تنفيذ طريقة التدريس بصورة تمييزه عن غيره من المدرسين الذين يستخدمون نفس الطريقة ، والتي ترتبط بصورة أساسية بالخصائص الشخصية للمعلم . (طرائق وأساليب التدريس المعاصرة ، عالم الكتب الحديث، الطبعة الأولى 206، ص: 125 3).
ويتميز عن الطريقة التعليمية بكونه يشير إلى ما يميز المدرس من خصائص وسمات شخصية تعطي للدرس أو الطريقة طابعا شخصيا، يميز المدرس عن غيره. وهكذا فالأسلوب، يغلب عليه الطابع التوجيهي، يمارسه المدرس في جو من الحرية والتلقائية، فلا توجد قواعد محددة ينبغي على المدرس إتباعها كما في الطريقة، بل إن الأسلوب مرهون بشخصية المدرس وانفعالاته ونغمة صوته، ونطقه للحروف...
فإذا كانت الطريقة تميل إلى نسق من التقنيات التي تحدد شكل العمل في الفصل، فإن الأسلوب يحيل إلى السمات الشخصية التي تطبع تطبيق الطريقة من طرائق المدرس في التعامل مع المتعلمين.
ثانيا: المنهجية التعليمية :
وهي مجموعة من الخطوات أو المراحل المنظمة والمرتبة، في سلسلة محددة، يقوم المدرس بتنفيذها وفقا لذلك النظام، حتى يتمكن من إنجاز الدرس. (المفيد في التربية ، ص: 11 نقلا عن سلسلة علوم التربية عدد7 16 )
فيمكن أن ينجز بطريقة حوارية أو استقرائية أو غيرها ولكن منهجيته محددة، ينبغي على المدرس السير وفقها، بحيث تتم حسب خطوات حددها التوجيهات الرسمية.
وعليه فالمدرس يختار الطريقة التي يراها مناسبة ، وعند تنفيذها تتأثر هذه الطريقة بشخصية الأستاذ ، لكن عليه في عمله هذا وهو ينفذ الطريقة أن يسلك التوجيهات الرسمية الواردة بشأن تدريس ما هو بصدده.
أهمية طرق التدريس في العملية التعليمية التعلمية :
تحتاج العملية التربوية بالإضافة إلى مدرس و متعلم ومادة دراسية، إلى طريقة يستطيع المدرس بواسطتها إيصال المادة إلى أذهان التلاميذ وتنمية مهاراتهم وقدراتهم. ويمكن تحديد أهمية طرق التدريس من خلا ثلاثة جوانب أساسية:
1. المدرس :
فإن الطريقة التدريسية تساعده على الوصول إلى أهدافه بوضوح وتسلسل منطقي محققا بذلك اقتصادا في الوقت والجهد مما يجعله قادرا على الاستمرار والاحتفاظ بحيويته وطاقته لإفادة الآخرين .
2. التلميذ :
فإن الطريقة تساعده في متابعة المادة الدراسية بتدرج، كما توفر فرصة الانتقال المنظم من فقرة إلى أخرى بوضوح تام.
3. المادة:
إذا وجدت الطريقة وضعفت المادة تعذر على المدرس أن يصل إلى غايته، وإذا كانت المادة دسمة والطريقة ضعيفة تعذر على المدرس أن يصل إلى غايته. (أسعد أحمد جمعة ، الوجيز في طرق التدريس، دار الصمعاء، الطبعة الأولى 1429ه- 2009م ، ص: 8 2).
لدرجة أنه قيل:" المعلم الناجح هو في حقيقته طريقة ناجحة توصل الدرس إلى التلاميذ بأيسر السبل، فمهما كان المعلم غزير المادة، ولكنه لا يملك الطريقة الجيدة فإن النجاح لن يكون حليفه في عمله ". (محمد عبد القادر أحمد ، طرق تعليم اللغة العربية ، ط1، مكتبة النهضة المصرية - القاهرة- 1979 ، ص :6 ).
ولعل اهتمام علماء التربية والباحثين بتحديد تعريفها، وتوضيح مفهومها وأنواعها... ليجلي أكثر أهمية .
وتأسيسا على ما تقدم، فإن الطريقة تعد ركنا أساسيا من أركان التدريس، وأن الاهتمام بما وتحسينها واختيار ما يلاءم منها يخدم العملية التعليمية، ويزيد من فاعليتها ويجعل منها أكثر إنتاجية ونجاحا.